فصل: قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قالت مريم: {هُوَ مِنْ عِندِ الله} [آل عمران: 37].
ثم تعلَّل الجواب: {إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
قالت ذلك، لأنه وجد عندها أشياء لا توجد في مثل هذا الوقت من السنة، فعجَبُ سيدنا زكريا عليه السلام إذن كان من أمرين اثنين: شيء لم يأت هو به، وشيء مخالف للفترة التي هو فيها، كأنْ وجد عندها عنبًا في زمن غير أوانه، أو وجد برتقالًا في غير أوانه، وسؤاله كان دليل يقظة الكفيل، وإجابتها كانت قضية إيمانية عقدية {إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
وما دام {مِنْ عِندِ الله} سبحانه وتعالى ما طرح حسابك أنت للأشياء في ضوء هذه القضية.
ولكن هل غفل سيدنا زكريا عليه السلام عن قضية الإيمان بأن الله تعالى يرزق مَنْ يشاء بغير حساب؟
فنقول: لا، لم يغفل عنها، ولكنها لم تكن في بؤرة شعوره حينئذ؛ فجاءت بها قولة السيدة مريم لتذكر بهذه القضية، وهنا تذكَّر زكريا نفسه، كرجل بلغ من الكبر عتيًا، وامرأته عاقر، وما دام الله سبحانه يرزق من يشاء بغير حساب، فليس من الضروري أن يكون شابًا أو تكون زوجته صغيرة لينجب، فجاء الحق معبرًا عن خاطر زكريا في قوله: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} [آل عمران: 38].
أي: في هذا الوقت أو ذلك المكان، أو في الاثنين معًا زمانًا ومكانًا، وهنا جاءته الإجابة من ربه سبحانه وتعالى: {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} [مريم: 9].
وقد جاء الحق سبحانه بهذه القضية ليمنع أيَّ ظانٍّ من أن يسيء الظن بعفة مريم عليها السلام؛ لأنها في موقف اللجوء فأنطقها الحق بقوله: {يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
وما دام الرزق بغير حساب وفي غير وقته وغير مكانه وبلا سبب وبغير علم كافلها، فعند ذلك تحقق اللجوء إلى الله بالقبول الحسن الذي دعت به امرأة عمران:
{وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشيطان الرجيم فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [آل عمران: 3637].
ويطبقها زكريا عليه السلام على نفسه، ثم تتعرض هي لها، حين يبشِّرها الحق سبحانه بغلام اسمه المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام.
فهي ستلد من غير أن يمسسها ذكر، وهي تعلم أن الأسباب جارية في أنه لا يوجد تناسل إلا بوجود ذكر وأنثى، وشاء الحق سبحانه أن يقدِّر لها أن تلد دون هذه العملية، فجاء سبحانه بتلك المقدمة على لسانها {إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
وحين تساءلت: {رَبِّ أنى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ} [آل عمران: 47].
جاءتها الإجابة بأن اسمه المسيح عيسى ابن مريم، يقول سبحانه: {إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسمه المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ} [آل عمران: 45].
فبيقظتها الإيمانية فطنت إلى أن هذا الطفل سينسب إلى أمه؛ فعرفت أن أباه ملغي؛ وأدركت أن هذا الولد لن يأتي نتيجة زواج ولو فيما بعد، وبذلك كان عليها أن تعود إلى القضية الإيمانية التي ذكرتها: {إِنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
وهنا في الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها يقول الحق سبحانه: {هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} [يونس: 30]
أي: في ذلك الوقت تُختبر كل نفس، وترى هل الجزاء طيب أم لا؟ فإن كانت قد عملت الشر؛ فستجد الجزاء شَرًّا.
إذن: فالإنسان وقت النتائج يختبر نفسه بما كان منه.
ثم يقول الحق سبحانه: {وردوا إِلَى الله مَوْلاَهُمُ الحق} [يونس: 30]
وكأنهم كانوا في الدنيا عند مولىً آخر غير الإله الحقّ سبحانه، والمولى غير الحق هو الشريك أو الشركاء الذين اتخذهم بعض الناس مَوالِيَ لهم، وهنا في اليوم الآخر يُردُّون إلى الإله الحق والمولى الحق سبحانه.
وكلمة «رُدُّوا إلى كذا» لا تدل على أنهم كانوا مع الضِّدِّ، وجاءوا له، بل تدل على أنهم كانوا معه أولًا، ثم ذهبوا إلى الضِّدِّ، ثم رُدُّوا إليه ثانيًا، مثل قول الحق سبحانه عن موسى عليه السلام:
{فَرَدَدْنَاهُ إلى أُمِّهِ} [القصص: 13].
فدلَّت على أنه كان مع أمه، ثم فارقها، ثم رُدَّ إليها.
وقول الحق سبحانه هنا: {وردوا إِلَى الله مَوْلاَهُمُ الحق} [يونس: 30]
أي: أنهم كانوا مع الله أولًا، ثم أخذهم الشركاء، وفي هذا اليوم الآخر يرجعون لربهم سبحانه.
والإنسان يكون مع ربّه أولًا بالفطرة التكوينية المؤمنة، ثم يتجه به أبواه إلى المجوسية أو أيّ ديانة أخرى تحمل الشرك بالله تعالى، وهم في ظل تلك الديانات المشركة، كانوا عند مولىً وسيِّدٍ وآمرٍ ومشرِّعٍ، لكنه مَوْلىً غير حق؛ لأن الحق هو الثابت الذي لا تدركه الأغيار.
{هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} [يونس: 30].
أي: عرفت كل نفس ما فعلت، ويُعرف كل إنسان بفضيحته في جزئيات ذاته، وكذلك الفضيحة العامة لكل إنسان أشرك بالله سبحانه.
ثم يقول الحق سبحانه: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [يونس: 30].
أي: أن الآلهة التي عبدوها لا تتعرف إلى أمكنتهم ومواقعهم، وأنهم في خطر؛ فتأخذ بأيديهم؛ لأن هذه الآلهة لا علم لها بهم، ولو أن هذه الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله سبحانه على شيء من الحق؛ ووجودوهم في مأزق؛ لكان يجب أن يدافعوا عنهم، لكنهم لم يعرفوا أماكنهم {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} [يونس: 30].
أي: ماكنوا يكذبونه كذبًا متعمدًا.
وبعد أن كشف سبحانه المسألة وما سوف يحدث في الآخرة، وخوَّفهم وبشَّع لهم ما سوف ينتظرهم من مصير إنْ ظلوا على الكفر؛ لعلَّهم يرتدعون، ويتذكرون ضرورة العودة إلى عبادة الإله الحق سبحانه. اهـ.

.قال نظام الدين النيسابوري في الآيات السابقة:

{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)} إلى قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30)}
التفسير: لما بين في الآية المتقدمة أنهم يطلبون الآيات الزائدة عنادًا ومكرًا ولجاجًا أكد ذلك بقوله: {وإذا أذقنا} روي أنه سبحانه سلط القحط على أهل مكة سبع سنين ثم رحمهم وأنزل الأمطار النافعة، ثم إنهم أضافوا تلك المنافع إلى الأصنام- وقيل نسبوها إلى الأنواء- فقابلوا نعم الله بالكفران فذلك مكرهم وهو احتيالهم في دفع آيات الله بكل ما يقدرون عليه من إلقاء شبهة أو تخليط في المناظرة. وفي تخصيص الإذاقة بجانب الرحمة دليل على أن الكثير من الرحمة قليل بالنسبة إلى رحمته الواسعة. وفيه أن الإنسان لغاية ضعفه الفطري لا يطيق أدنى الرحمة كما أنه لا يطيق أدنى الألم الذي يمسه.
قال في الكشاف: معنى مستهم خالطتهم حتى أحسوا بسوء أثرها فيهم. وهذا أيضًا من جملة الضعف لأنه نسي ما عهده من الضر الشديد. و{إذا} الثانية للمفاجأة وقع مقام الفاء في جواب الشرط كما في قوله: {إذا هم يسخطون} [التوبة: 58] وفائدته أن يعلم أنهم فاجأوا وقوع المكر منهم في وقت الإذاقة وسارعوا إليه ولم يلبثوا قدر ما ينفضون عن رؤوسهم غبار الضر ولهذا قال سبحانه: {قل الله أسرع مكرًا} يقدر على إيصال جزاء مكرهم إليهم قبل أن يرتد إليهم طرفهم ولكنه يمهلهم لأجل معلوم ليتضاعف خبثهم مع كونه محفوظًا بيانه قوله: {إن رسلنا يكتبون ما تمكرون} وقد مر تحقيق هذا في تفسير قوله: {ويرسل عليكم حفظة} [الأنعام: 62]. واعلم أن مضمون هذه الآية قريب من مضمون قوله: {وإذا مس الإنسان الضر} [يونس: 12] إلا أن هذه زائدة عليها بدقيقة هي أنهم بعد الإعراض عن الدعاء يطلبون الغوائل ويقابلون الرحمة بالمكر والخديعة ولا يرضون رأسًا برأس. ثم ضرب لأجل ما وصفهم به مثالًا حتى ينكشف المقصود تمام الانكشاف فقال: {هو الذي يسيركم} ومن قرأ {ينشركم} فكقوله: {فانتشروا في الأرض} [الجمعة: 10] قال بعض العلماء: المسير في البحر هو الله سبحانه وتعالى، وأما في البر فالمراد من التسيير التمكين والإقدار. والحق أن جميع الأفعال والحركات مستندة إلى إحداث الله تعالى، غاية ذلك أن آثار إقداره وإحداثه في البحر أظهر كما مر في تفسير قوله: {والفلك التي تجري في البحر} [البقرة: 164] قال القفال: هو الله الهادي لكم إلى السير في البحر طلبًا للمعاش، وهو المسير لكم لأجل أنه هيأ لكم أسباب ذلك السير. وحتى لانتهاء الغاية والغاية مضمون الجملة الشرطية بكمالها، فالقيود المعتبرة في الشرط ثلاثة: أولها الكون في الفلك، وثانيها جري الفلك بهم بالريح الطيبة، والضمير في {جرين} للفلك على أنها جمع كما مر. وثالثها فرحهم بها. والقيود المعتبرة في الجزاء ثلاثة أيضًا: أوّلها {جاءتها} أي الفلك أو الريح الطيبة تلتها ريح عاصف ذات عصوف كلابن لذات اللبن، أو لأن لفظ الريح مذكر والعصوف شدة هبوب الريح. وثانيها {وجاءهم الموج من كل مكان} أي من جميع جوانب أحياز الفلك، والموج ما ارتفع من الماء فوق البحر. وثالثها {وظنوا أنهم أحيط بهم} أي غلب على ظنونهم الهلاك. وأصله أن العدوّ إذا أحاط بقوم أو بلد فقد دنوا من البوار، فجعل إحاطة العدوّ بالشخص مثلًا في الهلاك. وقرئ {في الفلكي} والياء زائدة كما في الأحمري أو أريد به الماء الغمر الذي لا تجري الفلك إلا فيه.
قال في الكشاف: وإنما التفت في قوله: {وجرين بهم} إلى آخره من الخطاب الى الغيبة للمبالغة كأنه يذكر لغيرهم حالهم ليعجبهم منها ويستدعي منهم الإنكار والتقبيح.
وقال الإمام فخر الدين الرازي: الانتقال من مقام الخطاب إلى مقام الغيبة في هذه الآية دليل المقت والتبعيد كما أن عكس ذلك في قوله: {إياك نعبد} [الفاتحة: 5] دليل الرضا والتقريب. قلت: هذا وجه حسن. أما قوله: {دعوا الله مخلصين} فقد قال ابن عباس: تركوا الشرك ولم يشركوا به من آلهتهم شيئًا، وأقروا لله بالربوبية والوحدانية. وقال الحسن: ليس هذا إخلاص الإيمان لكن لأجل العلم بأنه لا ينجيهم من ذلك إلا الله فيكون ذلك جاريًا مجرى الإيمان الاضطراري.
وقال ابن زيد: هؤلاء المشركون يدعون مع الله ما يدعون، فإذا جاء الضر والألم لم يدعوا إلا الله. وعن أبي عبيدة: أن المراد من ذلك الدعاء قولهم: أهيا شراهيًا تفسيره يا حي يا قيوم يحكى أن رجلًا قال لجعفر الصادق رضي الله عنه: ما الدليل على إثبات الصانع؟ فقال: أخبرني عن حرفتك. فقال: التجارة في البحر قال: صف لي كيف حالك؟ فقال: ركبت البحر فانكسرت السفينة وبقيت على لوح من ألواحها وجاءت الرياح العاصفة.
قال جعفر الصادق رضي الله عنه: هل وجدت في قلبك تضرعًا؟ فقال: نعم.
قال جعفر: فإلهك هو الذي تضرعت إليه في ذلك الوقت.
{لئن أنجيتنا من هذه} الشدة كما مر في الأنعام {يبغون في الأرض بغير الحق} البغي قصد الاستعلاء بالظلم من قولك بغى الجرح إذا ترامى إلى الفساد، وأصله الطلب فلهذا أكد المعنى بقوله: {بغير الحق} قال في الكشاف: إنما زاد هذا القيد احترازًا من استيلاء المسلمين على أرض الكفرة بهدم دورهم وإحراق زروعهم كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة. قلت: ويحتمل أن يراد بغير شبهة حق عندهم كقوله: {ويقتلون النبيين بغير الحق} [البقرة: 61] من قرأ متاع بالنصب فما قبله جملة تامة أي إنما بغيكم وبال على أنفسكم وهو مصدر مؤكد كأنه قيل: يتمتعون متاع الحياة الدنيا. ومن قرأ بالرفع فإما على أن التقدير هو متاع الدنيا بعد تمام الكلام، أو على أنه خبر وقوله: {على أنفسكم} صلة أي إنما بغيكم على أمثالكم والذين جنسهم جنسكم يعني بغى بعضكم على بعض منفعة الحياة الدنيا ولا بقاء لها والبغي من منكرات المعاصي قال صلى الله عليه وسلم: «أسرع الخير ثوابًا صلة الرحم وأعجل الشر عقابًا البغي واليمين الفاجرة» وروي «اثنتان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين» وعن محمد بن كعب: ثلاث من كن فيه كن عليه: البغي والنكث والمكر.
قال تعالى: {إنما بغيكم على أنفسكم} أي لا يتهيأ لكم بغي بعضكم على بعض إلا أيامًا قلائل وهي مدة حياتكم مع قصرها وسرعة انقضائها {ثم} إلى ما وعدنا من المجازاة {مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون} وهو في هذا الموضع وعيد بالعقاب كقول الرجل في معرض التهديد سأخبرك بما فعلت. ثم ذكر مثلًا لمن يبغي في الأرض ويغتر بالدنيا ويشتد تمسكه بها فقال: {إنما مثل الحياة الدنيا} أي صفتها العجيبة الشأن {كماء أنزلناه من السماء فاختلط به} أي اشتبك بسبب هذا الماء {نبات الأرض} فيحتمل أن يراد أن نباته ثم وصوله إلى حد الكمال كليهما بسبب المطر، ويحتمل أن يراد أن النبات كان في أول بروزه ومبدإ حدوثه غير مهتز ولا مترعرع، فإذا نزل المطر عليه اهتز وربا حتى اختلط بعض الأنواع ببعض وتكاثف.
{حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} قال الجوهري: الزخرف الذهب ثم يشبه به كل مموه مزوّر.
{وازينت} أصله تزينت فأدغم واجتلبت لذلك همزة الوصل. وهذا كلام في نهاية الفصاحة وفيه تشبيه الأرض بالعروس التي تأخذ الثياب الفاخرة من كل لون فتلبسها، ثم تزين بجميع الأقسام المعهودة لها من حمرة وبياض ونحوها {وظن أهلها} أي غلب على ظنونهم أو تيقنوا {أنهم قادرون عليها} متمكنون من تحصيل ريعها.
{أتاها أمرنا} بإهلاكها واستئصالها وضربها ببعض العاهات.
{ليلًا أو نهارًا} أي حين غفلتهم بالنوم أو حين اشتغالهم وتقلبهم في طلب معايشهم {فجعلناها} أي زرعها {حصيدًا} شبيهًا بما يحصد من الزرع في قطعه واستئصاله.